رئيس الدولة يؤكد علاقة الشراكة مع كازاخستان

أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتطلع إلى بناء علاقة شراكة استراتيجية مع جمهورية كازاخستان.

وأعرب سموه، حفظه الله، في تصريح صحافي لدى وصوله إلى العاصمة الكزخية استانا مساء أمس عن أمله في أن تعطي محادثاته مع الرئيس نور سلطان نزار باييف قوة دفع لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين الصديقين مشيرا إلى أن تنامي العلاقات بين البلدين شهد في السنوات القليلة الماضية ترجمة عملية له في العديد من المشروعات والاستثمارات المشتركة. وأكد سموه على القواسم المشتركة في سياسة البلدين إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية وهو ما يوفر أرضية صلبة لعلاقات الشراكة التي نتطلع إليها.

وأشار سموه إلى أن العلاقات الرسمية وفرت مناخا مواتيا لمبادرات القطاع الخاص في البلدين والتي تجسدت في عدد من المشروعات العقارية والسياحية والإنتاجية المشتركة، منوها سموه بما توفره كازاخستان من تشجيع للاستثمار الأجنبي الأمر الذي يفتح مجالا واسعا أمام القطاع الخاص الإماراتي للاستثمار في مجالات عديدة بما في ذلك مشروعات البنية الأساسية والمشروعات المتصلة باستثمار الموارد الطبيعية النفطية والمعدنية والتي باتت مفتوحة أمام المستثمرين الأجانب. وذكر سموه أن دولة الإمارات تتطلع لتنفيذ بعض المشروعات الزراعية في كازاخستان في إطار سعيها إلى تطوير مصادر إمدادات مستقرة لاحتياجاتها من الغذاء، مشيرا إلى المزايا النسبية التي تتمتع بها كازاخستان في المجال الزراعي. وأكد صاحب السمو رئيس الدولة على الروابط الثقافية التي تربط بين دولة الإمارات وكازاخستان وقال إن هذه الروابط التي تضرب جذورها عميقا في التراث الإسلامي المشترك تشكل حافزا لإعطاء العلاقات الثنائية طابعها الاجتماعي والثقافي، وهو ما يساهم في نمو العلاقات وازدهارها باستمرار.

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد وصل أمس على رأس وفد رفيع المستوى إلى استانا في زيارة رسمية لجمهورية كازاخستان تستغرق ثلاثة أيام. وكان في استقبال سموه والوفد المرافق الرئيس نور سلطان نزار باييف رئيس الجمهورية حيث صافحه سموه عند سلم الطائرة.

كما صافح سموه كبار مستقبليه الذين اصطفوا للسلام على سموه بينما اصطفت ثلة من حرس الشرف تحية لصاحب السمو رئيس الدولة. وكان في استقبال صاحب السمو رئيس الدولة عدد من مستشاري الرئيس وكبار المسؤولين وساوات مينباييف وزير الطاقة والثروة المعدنية رئيس بعثة الشرف المرافقة وإبراهيم حسن سيف سفير الدولة لدى جمهورية كازاخستان واسكار موسينوف سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة.

وبعد استراحة قصيرة بقاعة كبار الزوار بالمطار توجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يرافقه الرئيس نور سلطان نزار باييف إلى مقر إقامته في العاصمة الكزخية استانا.

ويجري صاحب السمو رئيس الدولة خلال زيارته لجمهورية كازاخستان مباحثات مع الرئيس نور سلطان نزار باييف حول علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين بالإضافة إلى مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وكان صاحب السمو رئيس الدولة قد غادر، بحفظ الله ورعايته، البلاد قبل ظهر أمس متوجها إلى كازاخستان في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان.

وكان في مقدمة مودعي صاحب السمو رئيس الدولة لدى مغادرته الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي.

كما كان في وداع سموه سعادة عبد العزيز عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان رئيس هيئة الطيران الأميري بأبوظبي وسمو الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية ومعالي الشيخ محمد بن بطي آل حامد ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية والشيخ أحمد بن حامد المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة والعقيد الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان رئيس جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية وعبدالله المسعود رئيس المجلس الاستشاري الوطني وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين.

ويرافق صاحب السمو رئيس الدولة وفد رسمي يضم سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي عبد الرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة والسفير إبراهيم حسن سيف سفير الدولة لدى جمهورية كازاخستان.

التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين ارتفع 96% في 2006

عززت اللقاءات المتواصلة بين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان علاقات الصداقة بين الإمارات وكازاخستان. كما شهدت السنوات القليلة الماضية لقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين وعلى مختلف المستويات. و تكللت هذه اللقاءات بالإضافة إلى اللجنة المشتركة إلى إقامة علاقات شراكة حقيقية في مختلف المجالات والمشاريع التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

وتدعيما لهذه العلاقة المتميزة فقد افتتحت سفارة الإمارات في العاصمة استانا كأول سفارة عربية عام 2005 لمتابعة مختلف أوجه التعاون المشترك بين البلدين. وتقديرا لهذه العلاقة المتميزة بين الإمارات وكازاخستان أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ببناء مستشفى الشيخ خليفة في مدينة شيمكنت يتسع إلى 120 سريرا بالإضافة إلى بناء مسجد الشيخ خليفة الذي يتسع لحوالي خمسة آلاف مصل على مساحة خمسة هكتارات.

وتشير البيانات الإحصائية إلى أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين ارتفع بمعدل 96 في المئة عام 2006 مقارنة بعام 2005 حيث ارتفع حجم التبادل التجاري من 807 ملايين درهم عام 2005 إلى مليار و361 مليون درهم عام 2006. وتصدر الإمارات إلى كازاخستان منتجات معدنية وكيميائية ونباتية ومواد النسيج والآلات والأجهزة ومعدات النقل فيما تستورد منها منتجات معدنية واللؤلؤ والأحجار الكريمة والمعادن.

ويرى إبراهيم حسن سيف سفير الدولة لدى جمهورية كازاخستان ان اللقاءات المستمرة بين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان عززت علاقات التعاون إلى مستويات جيدة بين البلدين خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية.

وقد وقع البلدان خطة عمل في عام 2006 في أبوظبي بحضور رئيس جمهورية كازاخستان والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتتضمن خطة العمل الموقعة بين البلدين تطوير التعاون الثنائي وتعزيز العمل المشترك لتشمل عدة قطاعات حيوية في كازاخستان من شأنها ان تسهم في دفع العلاقات الثنائية التي تربط البلدين إلى آفاق أرحب وتؤدي إلى توسيع أرضية التعاون المثمر بالشكل الذي يرضي تطلعات قيادتي البلدين ويخدم مصالح شعبيهما.

وتستند خطة العمل الموقعة إلى خبرات وإمكانيات دولة الإمارات العربية في تنفيذ حزمة من المشاريع الصناعية الطموحة والأعمال الاقتصادية المشتركة في جمهورية كازاخستان عبر المؤسسات والشركات الوطنية في دولة الإمارات ذات السمعة الطيبة والسجل الناجح في تنفيذ المشاريع.

وتنص خطة العمل على تنفيذ مشاريع حيوية تتصل بقطاع الطاقة منها إنشاء مجمعات ومصانع لاستكشاف ومعالجة وصناعة المعادن والمواد الخام إضافة إلى تنفيذ مشاريع لتطوير البنية التحتية للمواصلات في كازاخستان وتطوير قطاع الاتصالات بأحدث المواصفات.

كما تتضمن خطة العمل اشتراك الجانبين في انشاء مركز وطني لجراحة القلب في مدينة استانا وتمويل مشروع المركز الوطني العلمي لرعاية الطفولة والأمومة في المدينة وفق المواصفات الدولية وإنشاء مصنع للأدوية الطبية.

وتتضمن الخطة في قطاع التعليم إنشاء مجمع تعليمي وعلمي جديد لرفد هذا القطاع بكازاخستان بأحدث أساليب تلقي العلوم ووسائل الارتقاء بصناعة المعرفة إضافة الى التعاون على انشاء وتطوير مدينة إعلامية في كازاخستان كما تم الاتفاق على تطوير قطاع البناء والعقار في كازاخستان وتنفيذ مشاريع تطويرية في مدينة استانا منها بناء أبراج ومراكز تجارية وفنادق وتقوية العلاقات في مجال القطاع الخاص وإتاحة الفرص لزيادة التعاون بين رجال الأعمال في كلا البلدين.

وقال سفير الدولة لدى كازاخستان ان هناك العديد من المشاريع القائمة بين البلدين والتي من بينها المدينة الاقتصادية والصناعية الجديدة في مدينة اكتاوا والمطلة على بحر قزوين ومشروع أبوظبي بلازا في العاصمة استانا ومشروع مجمع البتروكيماويات في غرب كازاخستان بين شركة الاستثمارات البترولية الدولية «ايبيك» وشركة النفط والغاز الكازاخستانية.

وتشمل المشاريع مذكرة تفاهم مع مجموعة دبي العالمية لبناء المحطة الكهربائية في محافظة قوستاني القريبة من الحدود الروسية بالإضافة إلى قيام دبي العالمية بتطوير ميناء اكتاوا بمحافظة نغستاو على بحر قزوين ومركز فورغاس الدولي للشراكة الحدودية بين الصين وكازاخستان كمنطقة حرة والذي تديره موانئ دبي العالمية.

كما تم في آستانا التوقيع على محضر للتعاون المشترك ومذكرة تفاهم بمجال الرياضة بين الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بدولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة السياحة والرياضة بجمهورية كازاخستان.

يذكر ان الجزء الأكبر من كازخستان يقع في شمال آسيا الوسطى وجزء في أوروبا الشرقية والنظام فيها رئاسي والدستور الحالي اقر بعد استفتاء شعبي وطني في 30 أغسطس عام 1995.

ويعتمد الاقتصاد في كازخستان على صادرات النفط حيث يمثل 56 بالمئة من قيمة الصادرات و55 بالمئة من ميزانية الدولة وتعتبر كازخستان من أهم الدول المنتجة للغاز في اسيا ويبلغ عدد سكان كازخستان حوالي 15 مليون حسب احصائية عام 2006